نَرْجسيّة اغْرِيقيّة بين أهدابِ القمَر



شقائق النُعمان المقدّسة ..
عطشت وَ ارتوت بدماءِ أدونيس المبخّرة... {

الخميس، 22 أبريل 2010

سنكون يوماً ما نريد




" كانت القسوة خطيئتك و كان الكبرياء خطيئتي ألتحمتْ الخطيئتان و كان الفراقُ مولدهما الجهنّمي " غادة السمان ...
كتبتْ أسيل ذات كبرياء إنَّ أضلعي هذه التي ترتجف معْ مجيئك بعربة الريح لا تَنْتَمي للأجزاء المغسولة فَوق حَبلِ الْغَسِيل المنشور على سطح القمر ذلك الذي تناولت فيه غداءك برفقة غانية الريح । أضلعي هذه لَمْ تراك يَوماً مِن قَارورةٍ نفخ عليها الْذَئِبْ ॥ بل النقيض تماماً كانت تؤمن إيمانا تام الأركان أنك قبَس و أمن و مشعل ارتياح ، لم ترتاب منك يوماً و لم تظن أنك ذئباً أو ثعلباً ॥ بل تراك رجلاً كامل الأهلية و حسن الملامح الشرقية ॥و بعد سقوط الأقنعة صدقني لَا عَليّ مِن هَذا كله فَما تراءىأَمام وَجْهي يُمْكَنِني الالتفات عنه بكل يُسر وَ ما بُني فَوق قَلبي كـ "النرجسيّة " مثلاً سأَطْحَنهاُ مَع دَمِي وَ أتجوّل بها بشوارع الصــخب و الضوضــاء و لا تحلب المبرّرات أو تسوق لي الحجج و الأعذار الواهية ، و لا تعلّق كل خيبة لك بالشيطان...هَذا الْشَيطانُ مسكين فهو ليس بهذا السوء ، فلو لم يجد فيك ترسبات و إستعدادت ذاتية لما قدر عليك ..لمْ يُثقلْ فَؤادِيّ يا " ناصر " إلا عَنْدما رأيتك بالحلم تعزف الْنايّ الذي أعشقه بيمينك و تهز لك الريح خصرها هذا المشهد يدقني كمسمارٍ في قطعةِ خشبٍ بالية و المطرقة الديجور عيناك الزائغة । أيها المُهاجر / كيف أثق بك و كيف أصغي لخطاباتك القادمة مِنْ عالم غير عالمي كيف حتى لو نمقّتها برفقة سُعاد أو عبد الرحمن إلا إنها تظل ملوثّة بأنفاسك ..؟ كيف تأمرني بأن أفتح شرفتي لأستقبلك و عشيقتك الريح برفقتك كيف ..؟كيفٌ يغتال كيفاً آخراً ..كيف أنظر إليك و حتى و أنت بين التراب تخونني تارة مع الريح و تارة مع قتيلة الحُب " كليوباترا " نعم نعم لقد تذكرت تلك السيدة طالما حدثتني عنها كثيراً ذات تجل ، و حتى أثناء ما سألوا الأصحاب من تود الإلتقاء به من الأموات ، أجبت بدون تردد " كليوباترا " أو قد قرعتم الكؤوس معاً و رقصتم على أنغام فيدريك شوبين أو تشايكوفسكي .. !يا الله يا ناصر ياليتني أغنّي وجعي وَ عذابي أثناء ما نطقت قرار موتك ، لكنتُ قدْ أسمعتك الإنسانة تلك التي تسكنني و هي تصيح للسماء بعد أن قيدتها بسلاسل أسمها المنطق لا العاطفة ! أغنيتي كانت ترنيمة رباعية أَلمس بِها صلب المسيح كَذِبا وَ أتسلح بها بقوس آرتميس وهماً। كَمَوطنٍ مَهْجُور يَكْثرُ بهِ اللغَو هي حياتي بعد موتك و لا تغرنّك هذه المحبرة الرومانية العتيقة ، فأناقتها تُولِد إفرازات تَمْنَعُ حَدوث النسيان ...هكذا حدثتني تلك العجـوز الأرمنية التي ابتعت المحبرة الرومانية منها في أشرفية بيروت ذات سفر .. بقي أن تعلم أنْ هذه المحبرة رغم وفائها لي إلا أنها لا تخون ذكرياتك أبداً و تتمرد على الشياطين لو أمرت بمصادرتك و قبض روحك تماماً تماماً ..لعلك خبأت بين كتبك التي أهديتني سحراً أسوداً ، لا تعجب فأنا لمْ أعد تلك الكافرة بالميتافيزيقيا



تَم الإرسال ،

فنجان لا يبدو





فُنجانٌ لا يبدوْ


" إن الضميرالأخلاقي الذي يواجهه كثير من الحمقى وينكره آخرون كثر أيضاً هو موجود و لطالما كان موجوداً ولم يكن من اختراع فلاسفة الدهر الرابع حيث لم تكن الروح أكثرمن فرضية مشوشة فمع مرور الزمن والإرتقاء الاجتماعي أيضاً والتبادل الجيني انتهينا إلى تلوين ضمائرنا بحمرة الدم وملوحة الدمع وكأن ذلك لم يكن كافياً فحولنا أعيننا لمرايا داخلية والنتيجة أنها تظهر من دون أن تعكس ماكنّا نحاول إنكاره لفظياً "


* ساراماغو - العمى


تتصاعدْ ابتسامته أبخرة من فنجانِ قهوتها فمن تراه يُبخّر الآخر !؟ بسمتهُ أمْ وفائها ! خطيئتهُ أمْ عقابها ! تَهَادت بسمته قَطْرَةٌ عَلَى عنقها أمالت رأسها إلىْ الأمامِ قليلاً لَمْ تسقط الْقَطْرَةْ ..بَلْ أمطرت الأرْض ذكرى ! و امتطّت " بسمة " مهرة الأبجدية لتكتب في دفترها الأخضر الجديد و الذي ابتاعته من قرطاسية برأس الحي إبان نزولها قبل قليل ، تعشق " بسمة " الدفاتر الأنيقة خصوصاً تلك المزيّنة بملامح للإنيمي و الملامح السيريالية التشكيلية ، أنتقت هذا الدفتر لأنها تعلم أن شهيتها للكتابة تتوقف كثيراً على شكل الملزمة التي ستدوّن بها .. قلبّت الدفتر الأخضر الفاقع و كأنها تستنشق عبق الزهور و الفراشات المطبوعات عليه ثم فتحت أول صفحة و سطّرت :
تذكرت يا" طلال " ذات لحظة في تمام الفانية صُخباً ـ نظرت لساعتها و وجدتها قد وقفت منذ فترة لترفع رأسها بحسرة ـ أهديتني كتاباً في أول مرةٍ اعترفنا بسقوط الأوراق حُباًدثرتني حروفك خـلف النقاط فكمْ قـَتلت شُغباً ُ !وكمْ زنيّتُ حبراً و كم هُتكت بكارة ورقي صخباً ً !كنت مشغولة و لم اقرأ إلا صفحتين من كتابكفي الصفحةِ الرابعة عشر تركت ليْ حَرف ( أ ) فيْ غُرتهاوَ في الصفحةِ الثانية وَ الثلاثين تركت حرف ( حاء ) فِيْ هامشها علىْ الأسفلوفي الصفحةِ المائة و ثمانية وَ عشرين تركت حرف ( باء ) فِيْذيلهاصفدّت الكتَاب وَ تركته جانباً.. وَ بعد ثلاثةِ أشهر مِن موتك آثرت أن أقرأإهداءك ليْ علىْ الغلافِ و َ لعمُري كانت الخيبة الثالـــثة فقد وجدته مذيلاً بحرف الـ(كاف) سُئل القدر عنك حينها فنطق بأنك لا تزالْ عاشقاً غارقاً الغرق و الخيبة كم يتشابهان !!كلاهما مالحان ، مُغرقان و ميزتهما أنهما محتويان..
..
عَـلَ مَا كتبتهُ " بسمة " من سطور في هذا المقهى هَـو حتمية خلود من تعشق قَبلَ أَنْ يشتعل سُكر الواقع و يُمليَها شروطه لتطبقهّا مُرغمَة فعلاقتها بابن عمتها " إبراهيم " هي علاقة جامدة بغض النظر عن فهم جميع من حولهم بأنها علاقة قد تتنبأ بعقد نية زواج مقبلة مستقبلاً لرغبة العَمة الجوهرة و التي عادت مجدداً و وثقت العلاقات مع شقيقها عبد الرحمن بعد قطع صلات دام سنوات طوال .ثمة تداعي حُر قد أرتبط في عقلها الآن فضميرها لازال يلسعها ليقضم كبد أَول رفض لها لابن خالتها " صالح " ذلك الرجل المُلتزم دينياً و الذي رفضته لأسبابها الخاصة عل أبرزها الإختلاف الفكري و الثقافي فيما بينهما .مِـسْكيّن أَنتَ يَا قلبها قدّر لَك أَنْ تٌولَدْ بمكان مٌنْحَرفْ وَ زَمانٍ مصلوب لايَعْرفٌ سٌوى إتجاهات " طلال " اللْعِيّنْة التي تُشبهها كثيراً في الآفاق الثقافية و الفكرية عٌذْراً فاللْعنَة مٌحَرمَةْ على تلك الإتجاهات الثقافية لأنها بانت أماً بارّة فهاهن بناتها يعقدن البر في قلب ذكرى لتتشرب كل الأحفاد الطلالية الثقافية و تعقد أواصر متينة بينهما . كفرها الْعَقليّ يُمليها أن لا عبقاً قد ينعش قفارك إلا رائحة فكر طلال الْمٌسْتَفِزَة لخَمٌولَ ذاكرتك لتجبرها على نبش فلسفة و فكر من ضٌلْعِ رَجٌلْ وَ عُذْرِيَةِ نرجسية.سُحب الكرسي المقابل لها في الطاولة و أتاها صوت النادل وسام : عذراً آنسة بسمة و لكن هنالك زبون يحتاج هذا الكرسي و أنتِ بغنى عنه ! نزلّت عينيها لأسفل حيث أدركت ألوان الأرضية ذات الفسيفساء الأبيض و الأزرق : لا بأس يا وسام أغمضت عينيها لتسمع صوتها الداخلي يرنن : تباً له ، فقد حرمني من حُلمي مع طلال حيث أنني أخاله يجلس أمامي على هذا الكرسي ، اعلم أنه حلم و لكن كما قرأت فالحلم لا يحتاج إلا لأرضٍ خصبة من الخيال كي يعيش و أنا مفرطة بل و جداً في الخيال ، فلِمَ استباح هذا النادل حُلمي و طعن خرزته الزرقاء و أهداها لأولئك الأصدقاء ـ ألقت نظرة عليهم و هي تغبطهم لجوهُم الصباحي النقي وسط تغنّي الزمرّدة فيروز . " مِنْ أرض الكنانة تبدين " رفعت رأسها لتتأكد من أنَّ هذا الصوت متوّجة لها لا لغيرها بسمة بذهول : عفواً يا سيدي هل هذا السؤال موجّه لي ..؟ يلتفت يميناً و شمالاً " لا أعلم هل من أحد يجلس هنا غيرك ..؟ " بسمة بدهشة يتغشاها ذهول أكبر : لا لا لست من مصرٍ مطلقاً ، لِمَ قلت ذلك ..؟" لأنني لاحظتك تتصفحين " زقاق المدى " و " خان الخليلي " لنجيب محفوظ و " مجدولين " المنفلوطي ..بسمة بدهشة بعد أن تأكدت تماماً من أنَّ هذا الرجل سعودي من لهجته : أو يعقل أن لا يقرأ للمصريين إلا المصريين ، و لا للجزائريين إلا الجزائيين و لا للسعودين إلا السعودين!ألتقط ذكائها " سعوديةٌ إذا ، كيف لي أنْ اغفل عن ملامح بنات بلدي " بسمة بسخرية : بالعكس يبدو أنك مدرك تماماً لأن القابعة خلف هذه الطاولة من بلدك لذا رميت هذه الأسئلة التي تبدو مضحكة بل و جداً .." امممم هل لي بجلسة معكِ ، لإرتشاف فنجان قهوة و تبادل أحاديث ثقافية ..؟ "بسمة تحمل كتبها و هي تنظر للساعة التي تشير للعاشرة و خمسة و عشرون دقيقة : عذراً مضطرة لأن أغادر ، فقد تأخرت " لِمَ تهرب بنات البلد منا لست أعلم ، عموماً أعدك أن الأحاديث لن تخرج عن لواء الثقافة و المواضيع الأدبية الفلسفية و العلمية لو أحببتِ " بسمة لأنها تهوى هذه الأحاديث التي تذكرها بصديقتها المقربة عبير لذا آنست من قوله هدفاً وَ تطلعت لأن تقرأ حصيلته الفكرية فربما يزودها بمداد ينسيها المداد الفكري الطلالي: حسناً تفضل ، لكن لا لدي إلا نصف ساعة على الأكثر ..سحب ذات الكرسي الذي سحبه النادل بعد أن نهض منه الرجل البدين ذو القميص الأصفر و الشورت الأخضر : ممتنٌ لكرمك سيدتي الكريمة ..ابتسمت بسمة : أظن أن سيّدة منحتني وقاراً وَ عمراً أكبر من عمري ، آنسة من فضلك ! ابتسم " أتعلمين يا آنستي حد الدهشة منغلق أنا ، صدمت و ذهلت و صعقت كثيراً منذ أن رأيتك قبل ساعتين أو أكثر هنا تقرأين هذه المؤلفات و أنتِ بهذا العُمر ! و ما زاد دهشتي أنكِ سعودية ..؟بسمة بدهشة بعد أن أسندت ظهرها على الكرسي و كتفّت يديها : لا أعلم أين الدهشة و الصعقة و الذهول فيما قلت ..؟ و بعد أن سأل النادل طلبه : ماذا تشربين آنستي ..؟بسمة شاكرة له بيديها : شكراً ارتشفت ثمة فناجين قادرة على أن تجفى النوم عني لسنوات أمام .. ابتسم بأريحية : أو تعلمين أعتقد أنَّ من يظن أن شرب القهوة و الكافيين ككل يؤثر على النوم فهو كاذب ، بيد أنني أرتشف العشرات من الفناجين و الأكواب و عندما ألجأ للنوم لا أتخاصم معه بل يتغشاني بهدوء ..بسمة قوسّت شفتيها بتعّجب : ربما ، فطقوس النوم تختلف من شخص لآخر ، و لكن طبياً و علمياً فقد ثبت أن تناول كميات من القهوة يطرد النوم و يجلب الأرق و القلق ..استلم فناجين القهوة و قدم لها فناجنها : تفضلي آنستي ، نعم لا شك في أنَّ الإختلاف في كل ذي شيء موجود و لا ينكره إلا جاهل ـ رفع رأسه ليتأملها و كاد يصمت بعد أن خرّ معجباً بسوادِ شعرها المزرق ـ هل لي بأسئلةٍ عنك ..؟ بسمة تنظر لساعتها ـ و هي تتمنى لو تسارعت عجلة الأحاديث لتدرك كهنها ـ : تفضل" إهتماماتك تبدو غير ملائمة مع عمرك و هذا الجمال ..في الحقيقة قلّما رأت عيني جميلة و مثقفة و مطلّعة على مؤلفات نجيب و تيمور و الشناوي و الآخر خوسيه ساراماغو و رأيتك هنا محملة بالعديد من هذه الكتب ـ ألقى نظره على الكتب ـ بل حتى أن كتاب آرثر شوبنهور لعبد الرحمن بدوي و مشكلة الثقافة لمالك بن نبي بحوزتك عجيبة أنتِ ماهي دراساتك و كم عمرك ..؟ حدثيني فيني شوق لمعرفة ذلك !بسمة بعد أن ارتشفت رشفة من قهوتها : كثيراً ما يظن الناس أن المثقفات قبيحات أو على مستوى عادي جداً من الجمال ، اسأم تسطيح الأحكام و صبغها بالعمومية ، فوالدتي جميلة و مطلعّة و كذا أختي رؤى و صديقتي عبير و رئيسة القسم في الجامعة و ابنة خالي و و و لو ذكرت كل ما في جعبتي من أمثلة حيّة فلن أقدر ، لذا سؤالك الأول يبدو مرتبكاً و متسربلاً كثيراً بالسائد و لا يستطيع الحكم بموضوعية ـ رفع حاجبه و ابتسم كأن حديثها أعجبه ـ أمّا دراستي فهي في الأدب الإنجليزي لذا إهتماماتي في الأدب تبدو كثيرة و كذا الفكر و الفلسفة كما ترى ـ رفعت كتاب قصة الحضارة لوول ديورانت ـ هذا الكتاب استعرته من صديقة و لم أعيده لها حتى الآن لثمالتي على قراءته كل ذي حين أمّا عُمري فمؤكد سيعتريك ما يعتري كل من يسأل عنه ليذهل و كأن العمر معيار ثابت و جامد للحكم في التحصيل التراكمي المعرفي و الفكري ، عمري إحدى و عشرون عاماً .. " جداً مبسوط و مذهول جداً أيضاً ، كيف لطفلة بعمرك أن تنمي هذه الإهتمامات و هي بهذا السن الذي غالباً ما يجذب الفتيات لنواحي آخرى من أزياء و موضة أو فن " بسمة مبتسمة : أما عن إهتماماتي هذه فمنذ صغري أقرأ و أجول المكتبات بصحبة أبي و أمي و لا يعني أنني اقرأ هذه الكتب أنني مصادرة لمتابعة الأزياء و الفن و الموضة بالعكس فمن القراءة أتعرّف على تلك الخطوط بتوازن و رقي أكثر ـ نظرت لساعتها ـ شكراً لك سيدي على هذه الأحاديث و فنجان القهوة الرائع .. أستأذن ـ نهضت من مقعدها ليقف الآخر ـ" و هل يُعقل أن تذهبي دون أن تخبريني أسمك ؟ و من أي مكان بالسعودية ..؟ " بسمة وهي تجمع كتبها : اسمي بسمة و يكفينا أن يجمعنا اسم السعودية جميعاًبحنكة نطق " من الرياض يا بسمة لا شك في ذلك ، تشرفنا آنستي أنا أحمد "بعينين مذهولتين : تشرفنا يا أحمد .. " لا تستغربي من تكهني بأنك من الرياض ، فقاطني الرياض لا يطيقون أن يذكروها لا أعلم لِمَ ..؟ "ابتسمت و قالت : لأنها غاضبة ربما ... " بالعكس ليست غاضبة ، هادئة و تغص حناجرها بالهدوء أيضاً .." بسمة ضاحكة بعجب : نعمةٌ من الله هي الإختلافات بين الإنطباعات البشرية ، حسناً اسمح لي بالمغادرة الآن .. " لحظة يا بسمة هل سأراك مرة أخرى هنا ..؟ بسمة : لا لا أظن فنحن مسافرون بعد ثلاثة أيام و من الصعب أن أعتاد هذا المقهى في صباح غير هذا كما أن لدينا تخطيط مسبق لزيارة بيروت ، في الحقيقة تمنيت ذلك و لكن يكفيني أن رأيتك هذا الصباح فشكراً للقدر و فرصة سعيدة أحمد : حسناً هل لي بإيميلك يا آنستي الجميلة ..؟ بسمة و هي تنظر للساعة مجدداً : بكل سرور ..كتبت إيميلها له على ظهر الورقة التي مزقتها من دفترها الأخضر الجديد و أعطته إياه لتذهب و هي لا تدرِ عن نوايا الأقدار