كتبْ لها بعدْ غياب شرعنهُ القدر " حَسناً ، أَنتِ هو ذلك القهر الذي لظاني ، وَ شيّد مِنْ عظامي جُسوراً كَي تعبر مِنْ خلاله أحصنة الندم ॥اعلمي فقط أنني أَحْملُ لكِ في صَدري حَبات قدْ استوت مِنْ شجرتيِّ الشَوْق وَ العِشق ، و بعد أنْ قَضَمتها المشاعر ذاتْ جوعلا تزال مُصابة بِتُخمةِ ما مِنْ أعراضها حُمّى الخلود التيْ اضطرمت حتىْ لفظتنيْ لدرجة الهذيان باسمك ، وَ حَدَث أنْ اشتّدت تلك التخمة حتىْ اصبتُ بلوكيميا عِشقية رهيبة لا دواء لهّا حتى لو زرعوا مائة خليّة لضخ الدماء ،كل هذا كَبُر مقتاً بعد أنْ جمعتني الصدفة الوقحة بك في إحدى المجمعاتمساء اليوم "وَ حدّثت صديقتها بعد قراءة ذلك قائلة : هَذا المساءُ مُخضّب بحزنٍ و عطرٍ لا يواسيانْ عُقم الساعات المفخخة حُزناً ،بلْ يَفجّان العَناء و يبعثان الشَيطان فوق الأرض راقصاً مختالاً ..هَذا المساء يا صديقة مبللٌ بقطعِ وقاحة الصدف ، و هلْ تخالي كيف أنَّ تمُر المَنيّة دَاخِل صَدري هذا الْقَابِض عَلى جمر الحاضر ،دونْ أنْ يصافح عزرائيل الروح ! وَعت على صوتٍ بشير أو نذير لرسالةٍ أخرى فإذا به قد كتب أيضاً : " أَغيبُ عنكِ ، و لا تغيبيْ بل أجدكِ دَاخِل فيافي عُمري عتيدة شامخة غير قابلة للإزالة أوْ التعديل ..و أنا كشيخٍ طاعن بَاع لحيتهُ البيضاء مِن أَجلِ عَصاه التيْ لا يزالْ يُنَافِقها إجلالاً ،و بعد مُضي ما لمْ يظنْ ، إذا به يَخُر فِيْ مِحرابِ العصا راكعاً وَ ملبياً لعقائد عشقها ..أنا الظالمُ المظلوم المُتَوجه نَحوْ أودية الجحيم بأمركِ ، يا مَنْ توشّحتِ بالقسوةِ..اعلمي أنَّ فيْ وادي الجحيم هُناك أكون تائهاً مَعْ مَنْ ضلّوا مِنْ التائهينِ قبلي، أولئك الذينَّ لفظتهمْ السماء الخامسة ،حتىْ استغفرت الجموع المؤلفة عندما مرّت عابرة إبان ما حملتها الملائكة لأنهمْ رأوا قوماً في ذلك الوادي يسومهم سوء النسيان ،ياااااه ، يُعطشني كثيراً لهيب فقدكوَ أمّا الجزء الظالم مِن جَسدي فقدْ بُتر بجهنّم الفراق ، وَ بُت بلا خطيئةمُرقّطٌ أنــا بالحرمان و غصّة الفراق لا تزال تغرغر في حنجرتي ،أو لا ترين ..؟حياتيْ بَعْدُكِ معْ ذلك اللحن التركي الحزين أشبهُ بحباتٍ تندّس بينْ الــُبن الذي أرتشفه كل صباحٍ فيْ ذلك الوادي المقدّس رؤى .. و منظومةُ الأموات لا تَدْركُني بخطايا اللاهثين المُسْتَغْلِين كما تقولين ،أمّا قَدمي فكسولةٌ جداً نَحو الصعود لنهركِ بعد هذا الإحتراق فلا تزال تَسْكُن خاصرتي خناجر مسنونة لا فكاكـ منها ، تقبل أكثركلما أنوي الصعود ،
فأيُّ نهر هو ذا الذي لا يبّرد حروقيبل يأخذني ليغمسنّي بزرقةِ غيمك نكاية بي لأغرق و أغرق "